2011/07/22

مازالت تبكى


بأحدى القرى الريفيه كان هنالك طفله صغيره تركض علي السلالم المدرسيه ثم سقطت فكسرت قدمها وحملها مدرس كريم الاخلاق ليذهب بها الى المستشفى ثم أخذ الاشاعات وذهب لأهلها ليبلغهم بما حدث , وسار يسأل اين منزل والدها فقابل سيدة تعجبت من سؤاله وتلك عادة سيئة لأهل الريف فالفضول يدفعها لمعرفة لماذا يريد اهل هذا البيت فقال لها ان ابنتهم كسرت ساقها بالمدرسه ويجب ان تبقى بالمستشفى واتيت ابلغهم , فسمع صرخه من قريب بصوت امرأة عجوز تطلب منه اعادة ما قاله , وعلم انها جدة الفتاة الصغيره فهدأها وطمئنها ان حفيدتها بخير انه فقط كسر بقدمها , وذهبت معه للمستشفى وانتظرت مع الطفله لأن والدها مسافر ولن يصل قبل غد ليأتى إليهم , تجلس الجده بجانب سرير الفتاه لتقرأ لها القرأن ثم تسمع خطوات قادمه ودقات متلاحقه علي باب الغرفه ثم تدخل للغرفه طبيبة شابه تطمئن على الطفله و ترا الجده فتعلم انها رأتها من قبل ولكنها متررده هل هى حقا ام لا , وقررت ان تسألها . هل انتى أم الطبيبة )...فلانه...) زميلتنا القديمه , فتغوض السيدة العجوز بأحزانها وتجيب بصوت منخفض يكاد لا يسمع نعم , فتعيد الطبيبة سؤال اخر , هل فعلا كما سمعت أبنتك انتحرت , فيألم السيدة السؤال اكثر واكثر وتتماسك كى لا تبكى امامها وتجيبها بلغة الايمان )الله يرحمها ) , فلا تتركها وتعيد اصعب سؤال سمعته يومياً كيف انتحرت , فتحاول العجوز صياغة لحظات سريعه للقصة فتقول لها كانت غاضبه وهى تسير بالدار وخبطت بقدمها النار فأمسكت بملابسها فحاول خطيبها ان يسعفها وكانت هناك مياه تغلى علي النار فسقطت عليها فماتت , اكتفت الطبيبة بالاسئله واستأذنت وخرجت , وفى لحظة واحده ارتمت السيدة العجوز بالأرض وهى تجهش بالبكاء المرير وتقول لماذا تسأل لماذا اتت الأن ... لم اكن اعلم انها تبكى عليها من آن لأخر حتى بعد مرور كل تلك السنين , تندم لأنها اخفقت فى اسعادها لأنها تركتهم يغصبوها علي الزواج من انسان لا تريده , ثم لم تساندها حين طلبت الطلاق من بعد كتب الكتاب مباشرة , نعم ماتت ابنتها واختلفت القصص حول كيفية انتحارها , لكن ما اعلمه يقينا انها لم تنوى الانتحار فقط ارادت الضغط عليهم لكى تنفصل عن خطيبها لأنها لم تكن تريده ,فأغرقت نفسها بالكيروسين وجلست تهدد بأحراق نفسها وما حدث بعد ذلك كان قضاء وقدر غير مرتب من أحد .. قلما تأتى بيدى صورة لها لأنهم اخفو جميع صورها من جدران البيت وحتى من اى البوم للصور حتى وان كان مهمل بداخل درج ما , كانت شابة رائعة الجمال وكانت شديدة الطيبة مثل والدتها , واتسائل كيف نغصب علي اولادنا وندفعهم للأنتحار اهذا ما يقال عنه ومن الحب ما قتل , ارادو ان تحيا فى حياة من اختيارهم دون النظر لرأيها دون ادنى اهتمام لأختياراتها .. فأخذ منهم الله الهبه التى اعطاها لهم ولم يحافظو عليها .. عادت من حيث جاءت . دائما ما تقول امها ان مت ادفنونى معاها , اللهم اعطها الصحه فهى ما تبقى لى وارح قلبها علي فقيدتها

هناك 7 تعليقات:

ghoneem يقول...

نور

تحياتي
وكل عام وانت بخير

أخبارك ايه وأخبارك كتاباتك ايه ..
؟؟
انا أراها كتابات واقعية بها قسوة وأحداث أدعو الله أن تكون مجرد خواطر لا أكثر

هذه السيدة ستبكي وتبكي طوال العمر ولن ينفعها البكاء بشئ ..فهناك الكثير من الأمور التي لا يتم حسمها بالضغط ولا سيكون الانفجار

تحياتي

بالتوفيق ...................

yasmina يقول...

اهلا ازى حضرتك
يارب تكونى فاكرانى والمهم تكونى دايما بخير

البوست بجد رائع
انا قريته كله ودة نادر اوى بصراحة لانى احيانا بحس فى بعض القصص بالملل
ولكنك بصراحة حكيتى القصة بطريقة رائعة اوى ومشوقة جداا

تحياتى لحضرتك دايما

الملاك يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدرى لماذا لا نعطى لأنفسنا ولغيرنا حرية الأختيار التى أعطاها الله لنا لماذا نقسوا على من حولنا وعلى أنفسنا ونحن نعلم اننا سنخسر الكثير

لماذا نعاند أكثر من نحب لنفرض ارائنا عليهم
لماذ لا نتركهم ونذهب مادمنا نصر على أرئنا التى يمكن أن تضر بهم وبنا

اللهم أعنا على انفسنا

blue-wave يقول...

اغيب واعود
والإبداع هنا
وحشتنى كلماتك

sara draz يقول...

صعبة اوووووووى
ربنا يهدي كل اللى بيفكر بالطريقة دى
ويرحمها
ويصبر اصلها
..
سردك للقصة متميز
دمتِ مبدعة

Moalgredy يقول...

عَـذبُ الـكَـلام

ســـــــهــــــــــر يقول...

نور
سلام عليكم
وحشتيني و عارفه اني مقصره جدا بس سامحيني الاحداث كتيره جدا

القصه موجعه للغايه وتلمس وتر ما في قلبي بشده لكنها الحقيقه و للاسف مستمره الى وقت قريب .. لهذا ابالغ احيانا في اعطاء قدر من الحريه لابنائي في شتى اختياراتهم مع توجيه النصح فقط الا فيما يعرضهم لخطرمحكم و العياذ بالله .. لكني اوجه النصح دوما لاى فتاه مقبله على الزواج انه اختيار يدوم و لا ندري ما يترتي عليه هذا الاختيار .. فليسدد الله خطا شبابنا و يهديهم لحسن الاختيار

رمضان كريم