تظاهرت بالتجاهل برغم انى احفظ نبرة صوته عن ظهر قلب . وسئلت من المتصل .. فأجابنى بنبرت صوته المميزه وبضحكه الا تعرفينى . فقولت اعتذر انى اعانى من اثار برد قاتل يؤثر على اذنى من انت ؟!!
لاحظت بصوته شجن لم اعهده من قبل لا انكر انه اسعدنى ..وللحظه اعتقدت انه عائد الى وان خبر خطبته لأخرى غير صحيح .. فسئلته ان يأتى لزيارتنا مع خطيبته المزعومه .. فأنا لما ارها ولكن خبرونى عنها
فأجاب انه لن يستيطع ان يأتى بها وطلب منى الدعاء لهم .. بصفاء نيه دعوت لهم بالتوفيق فهى لم تختطفه منى ابدا فلم أكن أحبه .. ولكنى حلمت كثيرا ان ارتبط بشخص مثله وما كان يشجعنى على هذا الحلم حبه لى الذى كان يعلم به كل اهلنا ..
ولكن للاسف كلهم كانوا يرون حبه الا انا فقد رأيته متأخرا جدا .. وكنت اظن اننى مثل اى فرد يتعامل معه فهو بطبيعته حنون ودائما تطغو ضحكته على كلماته وحينها لا تفرق بين الواقع والخيال
أنه شخصيه ملتزمه جدا والحديث معه له مذاق خاص , حين يحاول ان يقنعك بسلاسه وبرغم عنادك تتفق معه وكأن كل ما يقوله صحيح
كان يتصل ليطمئن علينا , هذا ما قاله ولكنه عادة يتصل على الهاتف الأرضى , او على هاتف اخر , لماذا اختار هاتفى انا هذه المره
لماذا لم يطلب ان يتحدث مع أخوتى مثلما اعتاد , بل اكتفى بحديثه معى واغلق بعد السلام
اسندت ظهرى للحائط وكأنى اطلب مساندته فى محاوله لصمودى , ويعلو شفتاى ابتسامه وكأنها ابتسامة الأنتصار .. ثم اخفيتها وقررت ان امحوها , فتلك تعد خيانه وهذا ليس طبعى , فأنا لا أخون شخص اعرفه او لا اعرفه حتى فى خيالى .
وظللت اخبر نفسى انى اخطأت الفهم وان اتصاله الأن ليس له غرض الا الاطمئنان علينا بصفته من الأقارب , فهو ابن عمى ومن الطبيعى ان نتبادل الاتصالات .
ولكن عقلى لم يتركنى وظل يعيد كل موقف لنا سويا منذ الطفوله , فى محاولة لتشكيكى فى غرضه .. وتذكرت حين جلسنا وسط الحدائق ولم نكن سوا اطفال وذهب الجميع وظل هو بجابنى يتجازب معى أطراف الحديث فى محاوله لكسر صمتى وأضحاكى بعد ان عنفنى أخى
وحين لعبنا فى صبانا لعبة الاختباء وكان يعلم اين انا ويتظاهر انه لم يرانى
كان دائما يتدخل ويساندنى مهما كلفه الأمر , وحين اغضبه لا يأتى لبيتنا الا ان صالحته من جديد .. كنت فى البدايه آراه الأخ المتواجد بجانبى الذى لطالما حلمت به .
فأخى دائما مشغول , واخر شيء يعرفه هو المشاعر بين الأخوان
لم أنكر انى احببت فيه الأخ والصديق الذى ابوح له بأسرارى فيرشدنى
واتذكر الأن يوم فرح أخته , والافراح عندنا نحن المصريين تاخد طابع خاص من اقامة اكثر من ليله يتجمع فيها معظم الأهل لأعداد المراسم النهائيه لليلة الزفاف , وكان يومها ليلة الحنه . وقد اعددنا للعروسين كرسيين للجلوس وسط بهرجة الأنوار . ولكن العريس لم يأتى وقررت العروس عدم الجلوس فوق كرسيها وصعد أبن عمى ليجلس مكان العريس وكنت اقف بعيدا وظل يدعونى للجلوس بجانبه , حتى لاحظ كل الموجودين , واصبح كل شخص بكلمه يتحدث عن قصة حبه , فتعللت بتعب مفاجىء ودخلت للمنزل .
ويوم الزفاف حين جلس بجانبى فى كل صوره تم التقاطها , وحين صعدنا للعربات وانا احاول ان انادى على أخى وهو الذى نبهه لأنه كان يتابعنى بنظراته .. كنت اعتقد انا ان كل هذا هو ما يحدث بين الأخوان فكنت افسر كل تصرف منه انه شيء طبيعى .. ولكن عندما أيقنت من حبه لا اعرف ماذا حدث لى لم اعد اتعامل معه كالسابق , لم اعد اقص عليه اسرارى او اتواجد بمكان واحد معه كى لا يتحدث عنا الناس , وقد شعر هو بتغيرى المفاجىء معه , كنت اعلم انه يريد ان يحدثنى ليفهم ولكنى دائما اهرب منه بكل الطرق ... حتى استسلمنا للصمت نحن الأثنان
وبرغم صمتى كنت انتظر ان يتقدم لطلبى حين علم انى شعرت بحبه
ولكنه كان ينتظر ان ابادله المشاعر , حاولت جاهده ان احس قلبى على التفكير به كحبيب وزوج ولكنى لم استطع ان ارسم بخيالى حياة نعيشها سويا , وايقنت انى لا استطيع مجاراته فى الخيال فكيف يكون الواقع
وابتعدت عنه بكل قوتى فى حين انتظاره لقربى , لا اعرف لما صدمت حين سمعت خبر خطبته فانا لم اعد اراه او اذهب لبيت عمى , وقد سمعت الخبر من بعض الاقارب , لقد اختار أنسانه لا تليق به , كم حزنت على هذا الأختيار , ليس لأنى احبه ولكن لأنه يستحق من هى احسن من تلك الخطيبه
أدعوا الله الأن من كل قلبى ان تكون خير زوجه له وان يصلح لهما الله الحال
ويكفينى انا ذكرياتى مع الأخ الحبيب وحلمى الذى لن يتحقق
ولكن يظل بقلبى سؤال يحيرنى ... هل عــــــاد ؟!! ولـــمــــــــاذا ؟!!