2011/07/10

رسالة الى مجهول


قررت ان اتحرر من قيود المدينة واخذنى الشوق إلى بلدتى الصغيرة , حبث ذكريات الطفولة , وانطلقت مع اول خيط للنور , ثم بدأت السيارة فى التحرك وانا اقرأ آيات الله لتباركنى فى رحلتى , ثم استعنت بالنوم لأقلل من اوقات الملل وافعال اخرى تصيبنى حين اجلس بسيارة لفترة طويلة ...

اغمضت عينى وانا بين الاستسلام للنوم واليقظة آتى واذهب وانظر بساعة يدى لأرى كم تجاوزنا وكم يتبقى لأصل , عادة سيئة من احصاء الدقائق طوال الطريق , وحين اغفلت عينى قليلا , اذا بصوت يأتى من خلفى فأنتبه عليه يقول : أسترها يارب ) أعتقدت ان هناك حادثة على الطريق ولكن حين ابصرت ماحولى لم اجد الا غيوم تحيط بالسيارة , إنها شبورة الصباح , ولكنها كثيفة جدا , لم اعلم هل اخاف ام افرح والسيارة تسير وسط سحابات ناصعة البياض وكأنى فى حلم , ولا اخفى عليكم مرت بى لحظات من الرعب المخيف حين صرنا نتحرك ببطىء شديد حتى لا نرتطم بسيارة اخرى ....

الأن كل من فى السيارة يتجاذبون اطراف الحديث فى موضوع واحد متى سنصل وكيف نسير وما الى ذلك , الا شخصين يجلسون امامى , انهم شاب وفتاة , لا يشغلهم ابدا ما يحدث فهم يتناقشون فى شىء اخر ولكن يتضح انه مزعج للطرفين , فتارة يتحدثون وتارة يتنافرون فينظر كل منهم فى اتجاه مغاير , جذبنى حديثهم لا إراديا لمتابعة ما يحدث بينهم وكيف لا يقلقهم ما يحدث حولنا , وكأنهم يريدون الا تصل تلك السيارة حتى ينهو ما بدؤه , وبعد لحظات صمت طويلة , اعتقدت انهم انهو حديثهم , عاد الشاب ينظر للفتاة ويقول حسناً .. أنت مصممة على الأرتباط به , فليكن فى علمك انه لم ولن يجمعنى به مكاناً واحدا ابداً , فلتفعلى ما تريدى ولكن أنسى ان لك أخ !! واعتقد ان الفتاه صدمها ما قال فراحت تجهش بالبكاء وصار الأخ يتلفت حوله ولا يعرف كيف يسكتها , لحظات ثقيلة غابت بصمتها ثم قالت له : الم اقف بجانبك من قبل ؟! الم نكن مثل التؤام برغم فارق السن الذى بيننا , الم اساندك ولو مرة واحده بحياتك , فلماذا أذاً بالله عليك تتخلى عنى الأن ؟!! لقد تمنيت أن تصل فى اقرب وقت وكلى ثقة انك حين تعلم ستبارك تلك الزيجة وعندى يقين إنك الشخص الوحيد الذى سيقنع امى وابى , ولكن قل لى : هل هو شخص سىء فترفضوه ؟ هل هو غير قادر على الارتباط أم لأنه صارحكم انه ينوى السفر للعمل ويأخذنى معه , وهل عائلته يشوبها شائبه , فلماذا اذا تتمسكون بالرفض , إن لم يكن به شىء يعيبه واعلم ان الكمال لله وحده , ولكنى يا اخى لست اجمل الجميلات ولا انا بصاحبة العمارات حتى ترفضوه مرة تلو الاخرى وينتظر ثم يحاول . فنظر لها اخيها وكأنه يقول أنت تعلمين لماذا !! فأسطردت بكلماتها قائلة : نعم .. تعرفت عليه واحببته واحبنى وتلك ليست بخطيئه , وان كانت فبالله يا اخى وهو يعلم اننى لم افرط له سوى فى مشاعرى , وها هو يعلن انه جدير بها , حيث انه دخل للبيت من بابه , ماذا ينقص الأن ؟!! فمهما كانت الطريقه التى تعرفنا بها فتلك حال كل الفتيات والفتيان , اتريد ان اعترف لك انى مخطئة , إذا اعترف أنت الاخر انك لم تحب او تخرج مع اى فتاة , وانا اعلم انك ستكذب ان قلت لم افعل , ولا تقل لى انك رجل تفعل ما تريد ولا يعيبك شىء , فكان يجب ان تنظر لتلك الفتيات وتتذكر ان لهم أخ مثلك وأم وأب يرفضون تلك الحماقات , ولكنك تعلم اننى لم احب سواه ولن اتزوج بغيره فأن لم تساعدنى سيصبح ذنبى برقبتك كمثل أمك وأبيك , اعلم ان عدم ارتباطى بحبيبى ليس نهاية الكون بنظركم ولكننى سأسهر وحدى يتأكلنى الألم والهوان ولا أدرك بماذا أخطأت إلا إننى أحببت .

هناك 4 تعليقات:

ليكوريكا يقول...

ياريت تقولي رايك

عشان فعلا الموضوع ده محيرني شخصيا :(

Maha Shahen يقول...

ليكوريكا:
.........
والله انا فكرت كتير فى الموضوع وقولت طيب ما يسبوها تاخد اللي اختارته وخلاص , الاهل دايما بتحاول تختار الانسب لكن قلبها اختار دا ومبدئيا مفيهوش شىء وحش ومتفقين ان الكمال لله وحدو , فنتجاوز عن الاخطاء طالما فى طريقة لتصحيحها , بما ان اخوها شايف ان معرفتها ليه قبل الخطوبه غلطه فليه منصححهاش
وهنشر فيما بعد قصه لأنسانه انتحرت بسبب ان اهلها غصبو عليها ترتبط بأنسان مش بتحبه ففضلت التخلص من حياتها علي الارتباط بيه
لازم نسيب اولادنا واخواتنا تختار صح او غلط الاهم انها يكون ليها اختيار وفى النهايه كل انسان بيتحمل نتيجة اختياره , كل اللي علينا اننا ننصح ونرشد , طالما مفيش كارثه هتحصل , لكن مندخلش فى قراراتهم بأسلوب الضغط عليهم وكمان الاسوء اننا نعذب قلوبهم

نور الدين (محمد الجيزاوى) يقول...

ممتازة يانور
بسيطة بس مؤلمة
مش عارف بس كنت حاسس انى شايف البنت وهى بتوبخ ضمير مجتمع كامل
بس تعرفى انافعلا مش عارف ايه الصح الحب بعد علاقة ولا نحاسب على الحب والعلاقة
مش عارف فعلا
تحياتى لقلم يمنحنى حق التفكير

Maha Shahen يقول...

نور الدين":
...........
فى مقوله سمعتها صحيح انى اعترضت علي مدى صحتها وقولت ان مش كلهم بس اهى العباره بتوضح الفكره

عندما يحب الشاب تدعمه "اختــــه" ..
لكن عندما تحب الفتاة يكون "الأخ" عقبة أمامها !!

مش قدرت استفهم كلمة علاقه حستها كبيره ..انا كنت بتكلم عن الحب فقط . يعنى بتتحاسب الفتاه علي المشاعر اللي فرطت فيها من قبل ما الاهل توافق وكأن القلوب ليها مواعيد